3009

بين الموت المؤجل أو المعجل

بين الموت المؤجل أو المعجل
رأي الاستقلال
كتب رئيس التحرير خالد صادق : اعتاد المبعوث الامريكي الخاص ستيف ويتكوف على تقديم مشاريعه الخاصه لابرام صفقة بين اسرائيل والادارة الامريكية على تبني كامل لرغبات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي يبحث فقط عن اتفاق استسلام يستطيع من خلاله ان يضمن له الاستمرار في الحلبة السياسية ورئاسه الوزراء لاطول فترة ممكنة الادارة الامريكية المنحازة كليا لاسرائيل لا تبجث عن وقف حرب الابادة الجماعية في قطاع غزة لانها شريك حقيقي ومباشر فيها انما تبحث حسب تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته ومبعوثه الخاص عن اطلاق سراح الاسرى الصهاينة لدى المقاومة ومن ثم الاجهاز على غزة واهلها ومقاومتها لتأمين بقاء اسرائيل في المنطقة كهدف اساسى لضمان تحقيق ما تسمى بصفقة القرن. ويتكوف تبنى مبادرة وضعها نتنياهو وحكومته فرفضتها المقاومة ثم اعلن عن مبادرة قبلتها المقاومة ورفضتها اسرائيل ثم اعلن عن مبادرة جديدة رفضتها اسرائيل ايضا ثم خلص في النهاية الى اعطاء نتنياهو الحق في صياغة مبادرة بالشكل الذي يرضية فكانت مبادرة ويتكوف الاخيرة التي تبنتها اسرائيل ورفضتها فصائل المقاومة لما فيها من اجحاف والتفاف واضح على مطلب المقاومة بانهاء العدوان على غزة فهى مبادرة تدعو للاستسلام لنتنياهو وحكومته والقبول بها دون نقاش وخيرت حماس والفصائل بين نعم ولا حتى التوضيحات التي طلبتها حماس اعتبرها ويتكوف رفض للمبادرة ورفض مجرد الرد على استفسار فصائل المقاومة عن بعض البنود التي لا تضمن التزام اسرائيل بتطبيقها ففي الهدنة السابقة تنصلت اسرائيل من التزامها بالمبادرة وعادت للحرب على غزة وهى تريد ان تكرر الشيء نفسه في مبادرة ويتكوف الامر الذي دفع المقاومة لطلب ضمانة امريكية على تطبيقها. لو كانت امريكا جادة في مسعاها لوقف حرب الابادة على غزة لاعلنت بوضوح رعايتها ومسؤوليتها الكاملة على تطبيق ما ورد في مشروع ويتكوف لكن امريكا لا تريد وقف العدوان ولا ترغب في ذلك لحفظ ماء وجه نتنياهو الذي لا يكاد يتوقف عن اعلان حسم معركته في قطاع غزة بينما يتعرض لانتقادات لاذعة من الاسرائيليين والمعارضة على عدم قدرته على تحقيق اهداف العدوان مما اضعف من شعبيته كثيرا لدى الاسرائيليين حسب استطلاعات الرأي فارادت الادارة الامريكية القاء طوق نجاة لنتنياهو بطرح مبادرة ويتكوف المصاغة بيد نتنياهو وعندما قالت المقاومة اننا نتحفظ ضجرت الادارة الامريكية وامتعضت وتوعدت بعد ان فشلت كل الضغوط التي مترستها دول عدة على حماس والمقاومة في اقناعها بالموافقة وبقيت مطالبة بمطلبين شرعيين انسحاب الجيش الصهيوني من قطاع غزة ووقف العدوان بعد نحو عشرين شهرا من الابادة الجماعية والتجويع والتعطيش ونشر الامراض والاوبئة انه منطق امريكا المعوج والمستند على قانون الغاب والمنحاز كليا للاحتلال لم نسمع كلمة واحدة من الادارة الامريكية تستنكر الابادة والمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة انما يوجه اللوم للضحية حتى المساعدات التي تسلمها شركات امريكية للفلسطينيين في قطاع غزة عبر نقاط يشرف عليها جيش الاحتلال الصهيوني هة مساعدات مسيسة ومعبدة بالدم هناك اكثر من اربعين شهيدا حتى الان في مناطق المساعدات التي اقامتها شركات امريكية في قطاع غزة وعشرات الاصابات والمعتقلين والمفقودين دون ان نسمع كلمة واحدة من الادارة الامريكية ترفض سياسة القتل الممنهج الاسرائيلية بحق الفلسطينيين امريكا لم تكن ولن تكون يوما طرفا وسيطا نزيها في اي مفاوضات بين الاحتلال الصهيوني واسرائيل لان كلاهما وجهان لعملة واحدة. امريكا تخيرنا فقط بين موتين الموت المؤجل بعد ستين يوما من مشروع الاتفاق الذي طرحه ويتكوف واطلاق سراح بقية الاسرى الصهاينة لدى المقاومة والموت المعجل الذي ستمنحه امريكا لاسرائيل بحرابها وتحت حمايتها لاستمرار الابادة الجماعية والتجويع اما الحلول الواقعية فهى غائبة تماما من عقلية الامريكان.

التعليقات : 0

إضافة تعليق